لماذا غابت الفيديوهات التي توثق ما يجري في الأقصى؟

عبد الله معروف كاتب فلسطيني، مدير مركز دراسات القدس بجامعة إسطنبول 29 مايو مع دخول المسجد الأقصى المبارك في موسم الاقتحامات الأطول والأعتى خلال العام، والذي بدأ برأس السنة العبرية، مرورا بيوم الغفران وانتهاء بالموسم الأخطر، وهو عيد العُرش (المظال)، كان لا بد من بسط قضية التغطية الإعلامية لما يجري في المسجد على طاولة البحث والدراسة. فالمتابع لأحوال المسجد الأقصى لا يخفى عليه التراجع الشديد مؤخرا لعدد الصور والفيديوهات التي توثق الاقتحامات، وما يقوم به أفراد جماعات المعبد المتطرفة داخل المسجد يوميا. حتى وصل الأمر إلى أن جميع الصور والفيديوهات التي وثقت اقتحامات رأس السنة العبرية في 23 من سبتمبر/أيلول الماضي واقتحامات يوم الغفران مطلع أكتوبر/تشرين الأول الحالي، كانت من خارج المسجد، بل من خارج البلدة القديمة كلها. وكان عدد لا بأس به من الصور التي بثتها صفحات إخبارية ووسائل إعلام عربية لتغطية الحدث قد التقطت من فوق جبل الزيتون الذي يبعد مسافة حوالي 500 متر هوائي عن أسوار المسجد الأقصى الشرقية. وهذه الزاوية بدورها لا تغطي إلا مساحة صغيرة من المسجد الأقصى أمام الجامع القبلي، ولا يمكن منها مراقبة ما كان يجري خلال تجمع المستوطنين في المنطقة الشرقية للمسجد، أو خلال أدائهم طقوسهم الدينية في الجهة الشمالية أو الغربية من المسجد الأقصى. أما الصور والفيديوهات التي أظهرت أفعال هذه الجماعات فكان مصدرها للأسف هو صفحات هذه الجماعات نفسها على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بعد نشرها صورا وفيديوهات تبين ما فعله أفرادها في المسجد من باب التفاخر بإنجازاتها خلال الاقتحامات. ولعل أحد أهم النماذج التي بينت خطورة ما يجري هو مسألة نفخ بوق رأس السنة العبري داخل المسجد، حيث غاب هذا الحدث عن التغطيات بشكل كامل، حتى ادعت جماعة “بيدينو” المتطرفة أن المستوطنين نفخوا البوق داخل المسجد خمس مرات في ذلك اليوم، بينما أظهرت شهادات المقدسيين الذين تمكنوا من الوصول إلى الأقصى في تلك الفترة سماعَ صوت البوق مرة أو مرتين خلال اليوم دون تصوير. ولم يكن بالإمكان تأكيد ذلك أو نفيه، إلى أن نشرت نفس الجماعة المتطرفة فيديو لأحد المستوطنين ينفخ البوق داخل المسجد قبل أن يتم إخراجه من المسجد على يد شرطة الاحتلال. فيما يحتفي الحاخام المتطرف يهودا غليك عراب اقتحامات المسجد الأقصى المبارك بهذه العملية، ويسوقها كـ”انتصار رمزي” في معركة السيطرة الدينية على المكان. خلال العام الأخير، شددت قوات الاحتلال قبضتها على المسجد الأقصى المبارك بشكل غير مسبوق، حيث وصل الأمر إلى تدخلها في كل صغيرة وكبيرة داخل المسجد، وحتى التدخل في عمل دائرة الأوقاف الإسلامية كمنع ذكر غزة في خطب الجمعة، أو حتى الإشارة إليها وإن من بعيد، تحت طائلة الإبعاد عن المسجد دون النظر إلى طبيعة شخصية الخطيب ومركزه الديني والاجتماعي والرسمي، كما فعلت مع الشيخ محمد سرندح خطيب المسجد الأقصى، والشيخ عكرمة صبري خطيب الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، والشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية، وغيرهم. وقد ترافق ذلك مع تضييق ممنهج على الصحفيين المقدسيين والمصورين الذين يشكلون عين الناس على ما يجري داخل المسجد، إذ أصبح كثير منهم عرضة للاستدعاء، أو الإبعاد، أو مصادرة الهواتف والكاميرات عند محاولتهم توثيق أي حدث، بل وبلغ الأمر بشرطة الاحتلال، تفتيش هواتف المصلين المسلمين أثناء وجودهم داخل المسجد الأقصى؛ للتأكد من أنهم لم يلتقطوا صورا أو فيديوهات للمستوطنين خلال الاقتحامات، الأمر الذي جعل من عملية نقل الصورة من داخل المسجد شبه مستحيلة في كثير من الأوقات. وتشير شهادات عدد من الصحفيين والناشطين المحليين، إلى أن قوات الاحتلال لم تكتفِ بإغلاق الأبواب في وجوههم، بل قامت في أحيان كثيرة بإخراجهم من باحات المسجد قبل بدء الاقتحامات بدقائق، أو منعهم من دخول المسجد أصلا تحت ادعاءات مختلفة؛ ليبقى الميدان خاليا إلا من المستوطنين والشرطة. وهذا الإخلاء المسبق للمكان من الإعلاميين والمرابطين يأتي ضمن خطة واضحة لتغييب الصورة الحقيقية لما يحدث، بحيث لا تصل الصورة إلا بعد انتهاء الحدث عبر الرواية الإسرائيلية الجاهزة التي تُقدَم بصفاقة على أنها “صلاة محدودة” أو “زيارة جماعية منظمة” لباحات عامة مفتوحة حسب التعريف الإسرائيلي للمسجد الأقصى. ومع غياب العدسة الميدانية، تضعف قدرة الرأي العام العربي والإسلامي على متابعة ما يجري في المسجد، لتتحول القدس إلى مجرد عنوان عابر في نشرات الأخبار، بينما تتواصل في داخلها عمليات فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى بهدوء وصمت تام. فالمشهد الذي كان قبل سنوات يملأ الشاشات بأصوات التكبير والاحتجاج، أصبح اليوم صامتا إلا من بيانات مقتضبة تصدر عن دائرة الأوقاف الإسلامية، أو وزارة الخارجية الأردنية، أو عن بعض المؤسسات المختصة والمهتمة. إن ما يجري ليس مجرد صدفة ظرفية، بل هو نتاج سياسة طويلة المدى تهدف إلى سلخ المسجد الأقصى عن حضوره الإعلامي، وهو جزء من هندسة الوعي العام بإلغاء المسجد منه. فالمعركة على المسجد ليست معركة حجارة ومبانٍ فقط، بل معركة رواية وصورة وذاكرة، إذ إن المشهد المرئي هو واحد من أبرز أدوات تحفيز الوعي القادرة على خلق التعاطف لدى الناس، ومن يمتلكُ القدرة على نقل الصورة، يملك القدرة على تشكيل الرواية، ومن يحتكرُ الرواية، يستطيع أن يبرر الفعل ويطمس الحقيقة ولأن الاحتلال أدرك مبكرا أن صورة الجندي وهو يقتحم المسجد أو صورة المستوطن وهو يرفع علمه في باحات الأقصى كفيلة بإشعال غضب عالمي واسع، فقد قرر أن يمنع الكاميرات من الدخول، وأن يفتح المجال بالمقابل لعدسات إسرائيلية مختارة تلتقط المشهد بالطريقة التي يريدها هو، ثم تُوزع لاحقا في وسائل التواصل الاجتماعي لجماعات المعبد المتطرفة مصحوبة برؤيتها وتبريراتها للحدث. ما يزيد خطورة المشهد أن منصات التواصل الاجتماعي التي شكلت على الدوام أداة مهمة لنشر ما يجري في الأقصى، ومقاومة التعتيم الإسرائيلي، أصبحت هي الأخرى ساحة للرقابة الصامتة. فبمجرد أن تنتشر مقاطع توثق أي اقتحامات، أو اعتداءات على المسجد الأقصى أو المصلين فيه، تُحجب أو تُخفض درجة ظهورها؛ بحجة “مخالفة معايير المجتمع”، وهو ما يجعل التعتيم اليوم أكثر إحكاما وتطورا، إذ لم يعد بحاجة إلى جنود يمنعون الكاميرات عند الأبواب بالضرورة، بل يكفي أن تعمل خوارزميات الشركات الكبرى لحجب الصورة في لحظة. بالمقابل، فإن المرابطين والناشطين المقدسيين الذين يوثقون لحظات الاقتحام والاعتداء، ولو من بعيد وينشرونها بسرعة قبل أن يقبض عليهم الاحتلال، أصبحوا اليوم خط الدفاع الأول عن الذاكرة البصرية للمسجد، ولولاهم لانقطعت الصلة بين العالم وبين ما يجري فعلا في باحاته. لكن هذه الجهود الفردية، مهما بلغت شجاعتها، تفتقد اليوم إلى منظومة دعم إعلامي ومؤسسي تحميها للأسف. إذن، فالتعتيم الإعلامي لم يعد مجرد عَرَض جانبي للصراع على المسجد الأقصى، بل أصبح أداة رئيسة في إدارة المشهد. فحين لا تُرى الانتهاكات، لا يُحاسَب أحد، وحين تغيب الصورة، يغيب معها الإحساس بخطورة ما يجري. ولهذا يبدو الاحتلال أكثر حرصا على إغلاق العدسات من حرصه على إغلاق الأبواب. هذا
ملخص اقتحام اليوم الأول لعدوان العرش التوراتي
ملخص اقتحام اليوم الأول لعدوان العرش التوراتي كان اليوم الثلاثاء 7-10-2025 اليوم الأول من أيام “عيد العرش التوراتي” الذي تتخذه الصهيونية الدينية عموماً ومنظمات الهيكل خصوصاً عنواناً لعدوان طويل على مدى سبعة أيام، يشكل ذروة اقتحاماتها في موسم الأعياد اليهودية الطويل الذي بدأ هذا العام في 23-9 ويستمر حتى 14-10-2025. وقد تزامن مطلع “عيد العُرش” التوراتي مع الذكرى الثانية لـ #طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، غير أن الصهاينة يؤرخون لهذا الحدث بتقويمهم العبري، ما يجعل ذكراه بالنسبة لهم تقع في يوم العيد المسمى “سمحات توراه” والذي يصادف يوم الإثنين القادم 14-10-2025. وفيما يلي أبرز وقائع عدوان هذا اليوم: 1. كان واضحاً أن لدى شرطة الاحتلال خطة محدثة لتقييد الحضور الإسلامي في #المسجد_الأقصى المبارك بالتزامن مع هذا العيد، حيث حرصت على طرد كل المصلين الذين تواجدوا في محيط مسار الاقتحام، وحصرت وجود المصلين في صحن الصخرة وفي داخل الجامع القبلي، وخصصت ساحاته تماماً للمستوطنين اليهود، في تطور يعيد إلى الأذهان محاولة إغلاق الأقصى أمام المسلمين تماماً وتخصيصه للمقتحمين اليهود في عام 2015 والتي أدت إلى تفجر هبة السـ.ـكـ.ـاكين في حينه. 2. في صحن الصخرة – الذي هو ساحة مربعة تحيط بقبة الصخرة وترتفع عن بقية ساحات الأقصى لكنها تتصل ببقية الساحات بأدراج- كانت قوات الاحتلال تطرد من كل من يقترب من الأدراج ويحاول تصوير المستوطنين اليهود، وكانت تفتش الهواتف وتجبر أصحابها على مسح ما صوروه من توثيق، في مزيد من الخنق والاستفراد بالمسجد الأقصى. 3. اعتلت مجموعة من المقتحمين درج الصخرة الغربي وغنت عليه بصوت مرتفع مع التصفيق بشكل جماعي، علاوة على الطقوس التوراتية المتنقلة في أرجاء #الأقصى من صلوات الصباح والمساء. 4. طاف المستوطنون حول المسجد الأقصى بالقرابين النباتية التي يسعون إلى إدخالها للأقصى وتقديمها فيه كناية عن تعاملهم معه وكأنه قد بات هيكلهم المزعوم، الذي يعتقدون أن روح الرب “تحل فيه” ولذلك تقدم لها القرابين فيه، وقد تكون تلك القرابين قد أدخلت اليوم بالفعل إلى الأقصى لكن انعدام التوثيق يمنعنا من التأكد. 5. بلغ عدد المقتحمين لليوم الأول من العرش التوراتي 537 مقتحماً مقارنة بـ374 في عام 2024 بارتفاع يزيد عن 40%، وفي حال تواصل اتجاه الارتفاع على مدى الأيام القادمة فهذا سيعني تسجيل أرقام قياسية من المقتحمين لم يسبق أن شهدها الأقصى على مدى أيام متتالية. فيما أدى الخنق وطرد المصلين وسياسة الإبعاد إلى تخفيض عدد المصلين والحراس إلى نحو 60 فقط. 6. اليوم الأول من أيام “عيد العُرش” التوراتي هو يوم صيام في الشريعة اليهودية، ما يقلل عدد المقتحمين فيه ويحد من استعراضهم لما صوروه من طقوسهم في الأقصى نتيجة الصيام، لكن الأيام التالية –وبالذات الخميس والأحد والإثنين- معرضة لأن تشهد اقتحامات واسعة يشارك فيها آلاف المقتحمين. #الأقصى_يستغيث #الأقصى_معركة_وجود د.زياد أبحيص
الأقصى في مواجهة العدوان والتعتيم… كيف خُنق صوت الأقصى؟
شهد عدوان رأس السنة العبرية يومي الثلاثاء 23-9 والأربعاء 24-9-2025 نفخ المقتحمين المتطرفين للبوق في #المسجد_الأقصى للسنة الخامسة على التوالي، إذ سُجِّل نفخه لأول مرة في مسار التهويد الحديث للمسجد في 2021 دون توثيق مصور، وتكرر الأمر في 2022، ثم تمكن حراس المسجد الأقصى من توثيق مصدر الصوت في 2023، لتبدأ جماعات المعبد بالتباهي بعدوانها واستعراضه على منصاتها في 2024، ثم هذا العام في 2025. لم يكن نفخ البوق هذا العام جديداً، وإن كان محاولة تكريس لهوية طُقسية موازية للهوية الإسلامية في المسجد، لكن الجديد هذا العام أن أياً من حراس المسجد أو المصلين أو من “أهل الأقصى” لم يرصد البوق سماعاً أو تصويراً أو مشاهدةً، مما يعني أن حالة التعتيم على العدوان الصهيوني على المسجد الأقصى قد وصلت إلى مدىً يجعل منظمات المعبد والمقتحمين المصدر الوحيد لمعرفة ما يحصل، خصوصاً في الساحة الشرقية التي بات الاحتلال يتعامل معها وكأنها “كنيس غير معلن” في المسجد الأقصى، فكيف وصلنا إلى هنا؟ الطريق إلى خنق صوت #الأقصى مر بمحطاتٍ أبرزها: 2008: بدء سياسة الإبعاد عن الأقصى بالتزامن مع فرض أوقاتٍ مخصصة للاقتحام. 2010-2015: حظر مؤسسات الرباط التابعة للحركة الإسلامية في الداخل المحتل على 4 موجات متتالية. 2015: وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يحاول إعادة تعريف المشكلة في الأقصى باعتبارها مشكلة “تحريض” داعياً إلى “لجم المحرضين”، مما يعني أن المعضلة ليست في عدوان الاحتلال بل في الحديث عنه. 2015: حظر الحركة الإسلامية وتكريس سياسة الإبعاد. 2018: منع حراس المسجد الأقصى من مرافقة المقتحمين في الساحة الشرقية أو تصويرهم، وإجبارهم على الابتعاد مسافة 60 متراً. 2019: تفاقم سياسة الإبعاد لتطال نحو 400 من المرابطين والحراس والأئمة والخطباء بالتزامن مع هبّة باب الرحمة. 2021: حظر منصة “ميدان القدس” الإخبارية، وتكريس الإبعاد كسياسة استباقية قبل كل موسم عدوان. 2022: منع دخول حراس المسجد الأقصى إلى الساحة الشرقية في أوقات الاقتحامات. 2023: حظر شبكة القسطل الإخبارية، وبدء سياسة حصار المسجد الأقصى في أوقات الأعياد والعدوان. 2024-2025: موجة إبعادات استباقية قبل كل موسم عدوان تطال المرابطين والأئمة والخطباء والمراسلين والنشطاء ومحرري الصفحات والمصورين، مع تحويل كثير منهم للاعتقال الإداري أو الملاحقة بقضايا بتهمة “التحريض”. 2025: تخصيص جنود لمراقبة من تبقى من المرابطات في صحن الصخرة لمنعهن من التوثيق، وإجبارهن على مسح أي مادة مصورة، حتى باتت معظم توثيقات الاقتحام تصوّر إما من خارج المسجد الأقصى أو من مسافات بعيدة عن المقتحمين في حالات نادرة، بينما يعتمد معظم التوثيق على ما يستعرضونه على صفحاتهم… كان العجز أولاً عن تحرير المسجد الأقصى، ثم بات عجزاً عن الدفاع عن هوية الأقصى، واليوم ينتقل ليصبح عجزاً حتى عن توثيق العدوان عليه! فإلى متى يترك لهذا المصير؟ الأقصى_يستغيث الأقصىمعركةوجود الأقصىتحتالحصار
الأقصى في خطر
اقتحم 50 ألف مستوطن، منتصف ليلة أمس، ساحة حائط البراق المحتل غرب المسجد الأقصى، وذلك لأداء ما تسمي صلاة (سليخوت) عشية رأس السنة العبرية. علما أن أكثر من مليون مستوطن اقتحموا الحائط منذ بداية شهر أيلول العبري (25 آب/أغسطس). حصل الاقتحام بمشاركة السفير الأرجنتيني لدى دولة الاحتلال، بينما شارك الرئيس الأرجنتيني (خافيير ميلاي) في المراسم، عبر البث المباشر، حيث يعتبر من أكبر داعمي دولة الاحتلال. يذكر أن صلاة مماثلة أخرى، ستُقام الخميس، الثالث من أكتوبر/تشرين أول المقبل، وستتزامن مع اقتحامات مكثفة للمسجد الأقصى المبارك. اقتحم 418 مستوطنا المسجد الأقصى، صباح وظهر اليوم، على بُعد ساعات من بداية رأس السنة العبرية، حيث أدوا صلواتهم في باحات المسجد، وغنوا ورقصوا جماعيا. علما أن الأعداد ستزداد غدا الثلاثاء، لإحياء السنة الجديدة، وسيشهد المسجد انتهاكات عديدة. سيشهد المسجد الأقصى المبارك مع نهاية شهر سبتمبر الحالي، وخلال شهر أكتوبر القادم 4 مناسبات تهويدية يستغلها المستوطنون للإمعان في تهويده
من حدث نادر إلى اعتداء متكرر
نفخ البوق في الأقصى.. ما معناه وما دلالاته؟ 🔹 المقصود بنفخ البوق البوق أو الشوفار: أداة دينية يهودية تقليدية تُصنع من قرن كبش. يستخدم عادة في الأعياد اليهودية مثل رأس السنة العبرية ويوم الغفران، كرمز للتوبة وبداية زمن جديد. حين ينفخ داخل المسجد الأقصى، لا يكون مجرد طقس ديني، بل يحمل رسالة سياسية تتجاوز معناه الديني الأصلي.🔹 تطوراته داخل الأقصىمنذ سنوات، تسعى جماعات “الهيكل” المتطرفة إلى نفخ البوق داخل الأقصى خلال مواسم الأعياد.تكرر هذا الفعل عدة مرات، سواء عبر نفخ مباشر أو عبر تشغيل تسجيل صوتي.في 25 أغسطس 2025، نفخ حاخام يهودي البوق في ساحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال، وهو أحدث حادثة من هذا النوع.🔹 السياق الرمزي والديني-عند اليهود المتطرفين:نفخ البوق داخل الأقصى يُنظر إليه كإشارة رمزية إلى “بداية زمن جديد” وتهيئة لبناء “الهيكل المزعوم” في مكان المسجد.-عند الفلسطينيين والمسلمين:يُنظر إليه كاعتداء خطير على هوية الأقصى الإسلامية، وخطوة لفرض واقع تهويدي جديد، بل ويعتبر “إعلان حرب” على الوضع القائم. مع نفخ أحد الحاخامات في البوق أمس ارتفع عدد المرات التي نفذ فيها المقتحمون هذا الطقس داخل الأقصى إلى 20 مرة منذ عام 2021، حيث تكرر في ذكرى رأس السنة العبرية خلال الأعوام 2021 و2022 و2023 ومواسم العدوان الكبرى في عام 2024. يذكر أنّه قبل هذه السنوات لم يتم نفخ البوق داخل الأقصى سوى عام 1967 عقب احتلال القدس.
منظمات الهيكل الصهيونية تقرع طبول عدوان كبيرٍ قادمٍ على الأقصى
منظمات الهيكل الصهيونية تقرع طبول عدوان كبيرٍ قادمٍ على الأقصى مرت ثلاث سنوات على تحويل رأس الشهر العبري إلى مناسبة شهرية متجددة للعدوان على #الأقصى، حيث إن الاحتفال بـ”القمر الجديد” أو “رأس الشهر العبري” هو احتفال ثانوي متكرر وفق التعاليم التوراتية، ونظراً لحرص منظمات الهيكل على زيادة قدرتها على الحشد وعلى توظيف المناسبات التوراتية للعدوان على المسجد الأقصى بكل ما تستطيع، فقد أخذت تلك المنظمات تحول هذا الاحتفال التقليدي المحدود إلى مناسبة شهرية للعدوان على المسجد الأقصى، وحشد اقتحام واسع فيه، أملاً في تعزيز فرض الهوية اليهودية الموازية للهوية الإسلامية في المسجد الأقصى المبارك، على طريق تهويده الكامل. غير أن الجديد في هذا الشهر، شهر أيلول العبري، هو أنه الشهر الذي يسبق موسم أعيادٍ طويل لطالما كان موسم العدوان الأنكى والأشد على المسجد الأقصى المبارك على مدى سنين احتلاله، ففيه حصلت مجزرة الأقصى في 8-10-1990، وفيه كانت هبة النفق في 26-9-1996، وفيه كانت انتفاضة الأقصى في 28-9-2000 وفيه انطلقت هبة السكاكين في 4-10-2015 وفيه انطلق طوفان الأقصى في 7-10-2023، وكل تلك المحطات تقاطعت مع موسم الأعياد اليهودية الذي يحوله الكيان الصهيوني في كل عام إلى موسم العدوان الأشد على الأقصى. هذا العام تقرع منظمات الهيكل طبول حرب تهويد الأقصى مبكراً جداً، وقبل شهر كامل من حلول العدوان، فحرصت بمناسبة رأس الشهر العبري الأخير لهذا العام –شهر أيلول العبري- على أن لا تترك شكلاً من التهويد إلا وقد حضر اليوم في الأقصى، فأقامت شمال قبة الصخرة حلقة رقص جماعي للمستوطنين، ونظمت طقس البلوغ التوراتي، واحتفل أفرادها بعروسين أعلنا زواجاً يهودياً من الأقصى، واقتحم الأقصى نحو 400 من الصهاينة. ولعل أحد أبرز اعتداءات اليوم كان الإعلان عن حفل لفرقة أسمتها منظمات الهيكل “جوقة حرس اللاويين”، حيث نظمت مسيرة بدأت في السابعة مساء من ساحة البراق وتجولت حول كل أبواب المسجد الأقصى المفتوحة في الرواق الغربي ثم الشمالي وصولاً إلى باب الأسباط لتقيم مقابله حفلاً في ساحة الغزالي في الساعة الثامنة مساء، وبما تزامن مع صلاتي المغرب والعشاء. والهدف من هذا الاحتفال المتجول هو الإعلان عن بعث طبقة “كهنة الهيكل” التي تقول الأسطورة التوراتية بأنهم كانوا يقودون الطقوس التوراتية في الهيكل المزعوم، وبأن هؤلاء الكهنة كانوا من اللاويين “سبط من أسباط بني إسرائيل من نسل الابن الثالث للنبي يعقوب وفق الرواية التوراتية”، وبأنهم من نسل هارون الكاهن تحديداً (النبي هارون عليه السلام في الرؤية الإسلامية)، وقد ترافق مع تنظيم هذه المسيرة إغلاق باب القطانين أمام المصلين، وانتشار مكثف لشرطة الاحتلال في ساحات الأقصى ونشر الحواجز ومنع حركة المقدسيين في طريق الواد وفي محيط باب المغاربة. ما حصل اليوم باختصار، وبعيداً عن التفاصيل، إعلان تحضير لعدوان عاتٍ قادمٍ على #المسجد_الأقصى ما بين 23-9 و 14-10-2025، ورسالةُ منظمات الهيكل وشرطة الاحتلال الواضحة: إذا كان كل ما حصل اليوم من عدوان هو مجرد إعلان عن القادم، فترقبوا عدواناً يمضي بعيداً في تهويد الأقصى… في مواجهة ذلك، وأمام موسم عدوان سبق أن تفجرت فيه خمس مواجهات كبرى من بوابة الأقصى، فهل سنبقى نتفرج ونتلقى الضربات، أم يأتي ما يستعيد لهذه الأمة جزءاً من الردع دفاعاً عن أقصاها؟ الأقصىمعركةوجود الأقصىتحتالحصار د.زياد أبحيص
الأقصى يضيع أمام أنظار المسلمين

سيكون المسجد الأقصى المبارك، اليوم الأحد ، على موعد مع واحد من أخطر المشاهد الاستفزازية التي تخطط لها جماعات “الهيكل” المزعوم. فقد أعلنت تلك الجماعات عن تنظيم جولة غير مسبوقة تبدأ من ساحة البراق المحتل عند السابعة مساء، يتقدّمها أفراد جوقة موسيقية يرتدون زيّ كهنة “الهيكل”، في محاولة واضحة لتجسيد طقوس دينية توراتية على أعتاب الأقصى. وعند الثامنة مساء، ستقام حفلة “موسيقية دينية” أمام باب الأسباط، ما يعني تضييقًا متعمدًا على دخول المصلين في توقيت صلاة المغرب، وتحويل محيط الأقصى إلى مسرح لطقوس الهيكل المزعوم. تكمن خطورة هذه الخطوة في أنّها لا تقتصر على استفزاز مشاعر المسلمين فحسب، بل تمثل محاولة عملية لفرض طقوس “الهيكل” عند أبواب الأقصى، تمهيدًا للحظة التي يسعون فيها إلى إقامتها داخل المسجد المبارك.
سلوان في مواجهة التهجير والاستيطان…
تقع سلوان في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى المبارك، وتُعرف بأنها “حاميته” لما تشكّله من خط دفاع طبيعي وتاريخي عنه، ما جعلها هدفًا للاحتلال. تمتد على مساحة 5,640 دونمًا، ويقطنها نحو 60 ألف مقدسي، بينهم 8,000 يواجهون خطر التهجير القسري. منذ بداية عام 2024، كثّف الاحتلال استهدافه لأحياء سلوان، فهدم أكثر من 83 منشأة سكنية وتجارية، ووزّع أكثر من 1,000 إخطار بالهدم، لينتقل من سياسة الهدم الفردي إلى الهدم الجماعي،ومع مطلع 2025، هدم الاحتلال منازل شردت عشرات العائلات، معظمهم من الأطفال والنساء. يرى الاحتلال في سلوان مفتاحًا لتهويد القدس، لقربها الشديد من الأقصى والبلدة القديمة، ويدّعي أنها قائمة على أنقاض ما يسميه “مدينة داوود”. كما يقيم فيها مشاريع تهويدية واسعة تشمل جسر وادي الربابة، القطار الهوائي، الأنفاق، الحفريات، والمتاحف والحدائق التوراتية، إضافة إلى 78 بؤرة استيطانية يسكنها نحو 3,000 مستوطن. في مواجهة الجرافات والبؤر الاستيطانية، تقف سلوان بحبٍ للأرض لا يُساوم.
ملخص عدوان “ذكرى خراب الهيكل”
الأحد 3-8-2025 كان عدوان “ذكرى خراب الهيكل” اليوم الاقتحام الأكبر عددياً في تاريخ #المسجد_الأقصى بعد احتلاله، وأحد أقسى الاقتحامات لناحية فرض الطقوس التوراتية فيه، ومحصلته أنه كان تتويجاً لمرحلة انتقالية كان هدفها فرض هوية يهودية في الأقصى موازية لهويته الإسلامية، تمهيداً لقضمه بالكامل وتحويله إلى هيكل يهودي خالص، وفيما يلي تفصيل أبرز ما حمله هذا العدوان: لناحية العدد: شهد #الأقصى اليوم اقتحام 3,969، أي قرابة الأربعة آلاف مقتحم وفق إحصاءات الأوقاف، مقارنة بالرقم السابق المسجل عام 2023 في المناسبة ذاتها وبلغ قرابة ثلاثة آلاف مقتحم، وتسجيل رقم 2,200 مقتحم على مدى عامي 2022 و2023، وبذلك كرست جماعات الهيكل أن “ذكرى خراب الهيكل” باتت يوم تجديد العهد ببناء الهيكل من خلال تسجيل الرقم القياسي للمقتحمين فيه، بعد أن كان في الأصل يوماً للمراثي والأحزان والبكائيات على هدمه الأول والثاني وفق الأسطورة التوراتية. سياسياً: شهد الأقصى اليوم اقتحام وزيرين وثلاثة من أعضاء الكنيست، الوزيران كانا من حزب القوة اليهودية وهما إيتمار بن جفير وزير الأمن القومي ويتسحاق فاسرلاوف وزير النقب والجليل، أما أعضاء الكنيست فثلاثتهم كانوا من حزب الليكود الذي يقوده رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وهم شارَن هسيخل التي تحمل منصباً شرفياً كنائب لوزير الخارجية، وعميت هاليفي صاحب مشروع تقسيم المسجد الأقصى مكانياً، وأُشر شِكاليم أحد قادة حركة استعادة الاستيطان في غزة. أشرف بن جفير بنفسه على استباحة المسجد الأقصى من كل الجهات، فشارك أولاً في صلاة الحريديم عند باب القطانين لكونهم لا يقتحمون الأقصى ويتمسكون بالرأي الحاخامي الذي يحظر الاقتحام مؤقتاً، ثم دخل واقتحم الأقصى مع جمهوره من الصهيونية الدينية، وبعد مغادرته توجه إلى ساحة البراق حيث شارك في الطقوس التوراتية المركزية التي عقدت فيه. وقد شارك المقتحمون السياسيون جميعاً في مختلف اعتداءات المقتحمين، فشارك شِكاليم مثلاً في السجود الملحمي وشارك هاليفي في استعراض الأعلام الصهيونية أمام قبة الصخرة. على الرغم من ذلك كله، أعاد نتنياهو تكرار تصريحه الدائم بعد كل اقتحام بأن “إسرائيل تتمسك بالوضع القائم وستبقى تتمسك به”، وهو تصريح يقصد منه تخدير النظام الرسمي العربي أولاً وتوظيف المصطلح بشكل مخادع ثانياً، بحيث يمسي كل عدوان جزءاً من هذا “الوضع القائم” الذي ينبغي الحفاظ عليه! لناحية الطقوس: بعد قرار رعاية شرطة الاحتلال للطقوس التوراتية في صيف العام الماضي 2024 وقرار رعايتها للغناء والرقص في الأقصى في 2025 والصادرين عن وزير الأمن الداخلي إيتمار بن جفير، فقد شهد الأقصى اليوم مزيجاً من الطقوس والتصفيق والغناء والصراخ وحلقات الرقص لم يشهدها في تاريخه، وهذا تتويج لمسار فرض هوية يهودية موازية للهوية الإسلامية في الأقصى. وقد أُدّيت في الأقصى اليوم طقوس الانبطاح الجماعي “السجود الملحمي”، وحلقات صلاة “بركات الكهنة”، وقراءة المراثي، وصلاتي الصباح والمساء التوراتيتين، وجرى افتتاح الاقتحام بـ”صلاة شماع” جماعية على سطح المصلى المرواني. لناحية الهيمنة المكانية: تجولت الطقوس بين الساحة الشرقية للمسجد الأقصى، وساحته الغربية مقابل صحن الصخرة، وعلى مختلف أبوابه التي استباحها المستوطنون وأدوا الطقوس أمامها طوال اليوم تقريباً. لناحية إدخال الأدوات التوراتية: وهي الأدوات التي تعد أساسية لاستكمال أداء الطقوس التوراتية في الأقصى، وهو المسار الذي تنظر إليه جماعات الهيكل باعتباره “تأسيساً معنوياً للهيكل” يمهد لتأسيسه المادي. للمرة الرابعة أدخل المقتحمون اليوم لفائف التيفلين السوداء التي تُلبس على اليد اليسرى والرأس لتجسد اتصال العابد بالرب وخضوعه لأمره وفق الفهم التوراتي، كما أدخلوا أدوات أخرى سبق أن اعتادوا فرضها في الأقصى مثل قبعة الصلاة “الكيباه” وشال الصلاة “الطاليت” والزوائد القماشية “تسيت تسيت”، واصطحبوا معهم لفائف التوراة للمرة الثانية وطافوا بها أمام باب المغاربة من الخارج لإدخالها، وهو ما يعني أن لفائف التيفلين الفردية ولفائف التوراة للقراءة منها ستصبح الهدف التالي لفرضه في الأقصى، ومن المتوقع أن تحرك جماعات الهيكل مساراً من الاحتجاج والقضايا أمام محاكم الاحتلال لتفتح الباب لهذه الاعتداءات الجديدة. في مواجهة ذلك: يفتقد المسجد الأقصى الردع، فهو الوحيد الكفيل بالدفاع عن هويته، والأقصى اليوم يمر بمرحلة انكشاف تاريخي هي الثالثة منذ عام 2003، وقد كانت المعادلة السابقة تتألف من العمليات ذات الطابع الفردي والتحرك الشعبي والتفاعل الخارجي وتدخل المـ.ـقاـ.ـومة من قطاع غزة في الوقت الذي تراه مناسباً، وأمام حرب الإبادة في غزة التي تضع القطاع ومقاومته أمام تحدٍّ وجودي، فقد بات التفاعل مع وقائع الأقصى من المستحيلات، وغُيّب الفعل الشعبي –ربما مؤقتاً- أمام سيف الترهيب بالإبادة والرصاص الحي أمال إسعادي, [04/08/2025 00:24]والاعتقالات، وتوجه التفاعل الخارجي إلى غزة وضُرب جزء مهم منه وبالذات في أقرب الدول العربية إلى فلسطين؛ ما يفرض الحاجة لتجديد عناصر الردع أو اجتراح معادلة جديدة، وإلا فإن مشروع الاحتلال في الأقصى سيمضي من سقفٍ إلى سقف، ولن تجدي معه الإدانات الرسمية العربية شيئاً. الأقصىمعركةوجود الأقصىتحتالحصار د.زياد أبحيص
521 مستوطن اقتحم المسجد الأقصى صباح اليوم وهو أكبر اقتحام منذ 42 يوم!
521 مستوطن اقتحم المسجد الأقصى صباح اليوم وهو أكبر اقتحام منذ 42 يوم! وذلك إحياءً لما يُسمى صيام (17 تموز) ليقام في المسجد الأقصى كافة الطقوس الصهيونية من السجود والغناء والصلاة