إن محاولات الاحتلال الصهيوني ضرب المستشفيات والمدارس ليس كما يسوق لهالتبريؤ السامج أنه مكان غرفة عمليات المقاومة في قطاع غزة، الإحتلال يكذب ويعلم يقينا أنه يكذب، فالمقاومة التي تتدافع معه مباشرة من المسافة صفر لا تختبأ وراء الجدر، فتلك نفسية الخائف المحتل التي يريد أن يرى من خلالها الشعب الفلسطيني ومقاومته.
الواقعي والحقيقي أن المستشفيات الفلسطينية مع عظمة دورها في التخفبف عن الجرحى وحاجتهم الإنسانية للعلاج الاستعجالي تؤوي العديد من النازحين من الأطفال والنساء والمدنيين الذين رفضوا التهجير نحو جنوب غزة، فهم عقبة مقاومة كبيرة ضد الأهداف الإسرائيلية.
فشل الإحتلال في ضرب المقاومة وتحقيق منجز حقيقي في التدافع معها، والضربات المتتالية التي يتلقاها منها، جعله يستخدم مقولة الخبير العسكري البريطاني بزيل ليدل هارت “هدف الحرب هو التأثير في عقل قيادات العدو، وليس فقط قتل جنوده” وهذا الهدف دليل فشل المنظومة الحربية في تحقيق الإنجاز السياسي والعسكري فتريد القفز نحو ضرب المدنيين العزل وتهجريهم، وبالتالي دون خطاب منافق أصبح التطهير العرقي هو المستهدف الإستراتيجي.
القارئ لمقالات الرأي الصهيونية وٱخرها مقال على صحيفة هٱرتس العبرية بعنوان :”احتلال مدينة غزة والتهجير الموقت للسكان هما الخطوة الإسرائيلية التي كسرت التوازن لكاتبها ٱلوف بن (الكاتب في النييورك تايمز ونيوزويك والغارديان) يقول : “الخطوة الاستراتيجية الرئيسية لإسرائيل في الحرب ضد “حماس” هي طرد سكان غزة إلى الجنوب، ولو موقتاً، وهدم المدينة. المؤتمرات الصحافية للناطق الرسمي باسم الجيش، التي تركز على الخطوات التكتيكية – عدد الأهداف التي تم استهدافها، وعدد “المخربين القتلى”، والأنفاق التي تم إغلاقها – كخطابات رئيس الحكومة المليئة بالشعارات”
هذا الفكر النازي الذي يريد التطهير العرقي ويرى في الخطابات المنافقة للحكومة الصهيونية التي لا تستطيع التعبير مباشرة عن الهدف الإستراتيجي الذي تعمل عليه على الأرض شعارات فارغة، ويقول بالحرف الواحد :”طرد السكان الفلسطينيين وتحويل منازلهم إلى ركام من الردم وفرض قيود على دخول الوقود إلى القطاع، كانت خطوات كاسرة للتوازن، استخدمتها إسرائيل في المواجهة الحالية، بعكس الجولات السابقة في الجنوب”
عندما فشلت نظرة المحتل التي عبر عنها بوضوح دون نفاق هذا الكاتب بالعمل على ضرب الحاضنة الشعبية من خلال التطهير للعرقي للتأثير في هذه الحاضنة المرمنة بخيار المقاومة كحل وحيد للحرية والإستقلال، أصبح هدف التطهير العرقي وسيلة للضغط على قيادة المقاومة، يستمر الٱن الاحتلال في ضرب المستشفيات والأماكن الحيوية بصورة مجنونة بعد الفشل العسكري في محاصرة القطاع والسيطرة العسكرية والأمنية عليه، وفشله في فرض التهجير القسري بالترغيب والتهريب والقتل.
هذه العبارة النازية التي ذكرها الكاتب الصهيوني في مقاله :”إن الخطوة التي تهدف إلى “تفكيك” التنظيم وقدراته على السيطرة في غزة، هي الأوامر التي صدرت إلى مليون شخص من سكان شمال القطاع بالتوجه إلى جنوبه” لا ترى في المدنيين هدفا خاطئا أو دروع بشرية مثلها تكذب الرواية الصهيونية في تبرير جرائمها بل هو هدف مركزي في الحرب، أفشله أهل غزة بثباتهم على أرضهم وإختيارهم الشهادة على المذلة أو أن يكونوا أداة الإحتلال لتحقيقه أهدافه النازية، ويجب على العالم للمنافق التوقف عن دعم إحتلال نازي يجعل من التطهير العرقي هدفا إستراتيجي، رغم علمنا أن هذا الهدف ليس جديدا على القوى الغربية بل كان هدفا لظهور بعض الدول الكبرى للساحة السياسية!
بقلم الدكتور مراد كادير